الأحد، 4 مارس 2012

أصول السنة للحميدى و شرحها

اصول السنه للحميدى


و الحميدى هو احد علماء القرون الثلاثة الاولى

يكفى القول فيه انه تلميذ الشافعى و شيخ البخارى


" أصول السنة للحميدي
"

- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ

*قَالَ السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

* وَأَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَلاَ يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلاَّ بِعَمَلٍ وَلاَ عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلاَّ بِنِيَّةٍ وَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلاَّ بِسُنَّةٍ


*وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلاَّ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ ، فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ عَلَى السُّنَّةِ ، وَلَيْسَ لَهُ فِى الْفَىْءِ حَقٌّ.

- أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ قَسَّمَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَىْءَ فَقَالَ : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا) الآيَةَ. فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ فَلَيْسَ مِمَّنْ جُعِلَ لَهُ الْفَىْءُ.

* وَالْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا.

* وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لاَ تَقُلْ يَنْقُصُ ، فَغَضِبَ وَقَالَ اسْكُتْ يَا صَبِىُّ ، بَلْ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ.


*وَالإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ مِثْلُ : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) وَمِثْلُ : (وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ لاَ نَزِيدُ فِيهِ وَلاَ نُفَسِّرُهُ نَقِفُ عَلَى مَا وَقَفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ ، وَنَقُولُ : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِىٌّ.


* وَأَنْ لاَ نَقُولَ كَمَا قَالَتِ الْخَوَارِجُ : مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ. وَلاَ تَكْفِيرَ بِشَىْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ ، إِنَّمَا الْكُفْرُ فِى تَرْكِ الْخَمْسِ الَّتِى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ الْبَيْتِ ». فَأَمَّا ثَلاَثٌ مِنْهَا فَلاَ تُنَاظِرْ تَارِكَهُ مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ وَلَمْ يُصَلِّ وَلَمْ يَصُمْ لأَنَّهُ لاَ يُؤَخَّرُ شَىْءٌ مِنْ هَذَا عَنْ وَقْتِهِ وَلاَ يُجْزِئُ مَنْ قَضَاهُ بَعْدَ تَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَقْتِهِ ، فَأَمَّا الزَّكَاةُ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ ، وَكَانَ آثِمًا فِى الْحَبْسِ ، وَأَمَّا الْحَجُّ فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، وَجَبَ عَلَيْهِ ، وَلاَ يَجِبُ عَلَيْهِ فِى عَامِهِ ذَلِكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ مَتَى أَدَّاهُ كَانَ مُؤَدِّيًا ، وَلَمْ يَكُنْ آثِمًا فِى تَأْخِيرِهِ ، إِذَا أَدَّاهُ كَمَا كَانَ آثِمًا فِى الزَّكَاةِ لأَنَّ الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِينَ مَسَاكِينَ حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ ، وَأَمَّا الْحَجُّ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ إِذَا أَدَّاهُ فَقَدْ أَدَّى ، وَإِنْ هُوَ مَاتَ وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ وَلَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ يَحُجَّ وَيَجِبُ لأَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْهُ ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقُضِىَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. - تَمَّ الْكِتَابُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.


 


 

و هذا شرح مختصر لكلام الامام رحمه الله

معظم هذا الشرح مأخوذ من شرح الشيخ الكتور صبرى عبد المجيد

بسم الله الرحمن الرحيم

"
أصول السنة للحميدي
"


السنة هى الطريقه او المنهج او السبيل—نلحظ هذا فى حديث ابن مسعود رضى الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا ثم قال : هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال : هذه سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
فهذا هو السبيل و من خرج عن هذا السبيل فهو خارج عن اهل السنه و الحكم يلزمه بقدره
و لما نقول خرج عن اهل السنه فلا يلزم ان يكفر ربما يكفر و ربما لا يكفر بحسب ضلاله
فمسألة الكفر شىء و مسألة الخروج عن اهل السنه من وجه او وجوه شىء اخر
و المقصود باصول السنه اصول المعتقد
والسنه اصطلاحا:هى ماقابل البدعه فى امور الدين و مسائل العقيدة


- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ قَالَ السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَلاَ يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلاَّ بِعَمَلٍ وَلاَ عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلاَّ بِنِيَّةٍ وَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلاَّ بِسُنَّةٍ وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلاَّ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ ، فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ عَلَى السُّنَّةِ ، وَلَيْسَ لَهُ فِى الْفَىْءِ حَقٌّ. - أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ قَسَّمَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَىْءَ فَقَالَ : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا) الآيَةَ. فَمَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا لَهُمْ فَلَيْسَ مِمَّنْ جُعِلَ لَهُ الْفَىْءُ.
قَالَ السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ
و هل فى القدر شر؟
الشىء المقدور يبدو للانسان شر و لكنه خير يعلمه الله لحكم علمتها او جهلتها-فالله تعالى لا ياتى الا بخير
وَأَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَلاَ يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلاَّ بِعَمَلٍ وَلاَ عَمَلٌ وَقَوْلٌ إِلاَّ بِنِيَّةٍوَلاَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلاَّ بِسُنَّةٍ
هنا السياق جمع بين شرطى قبول العمل و هما الاخلاص و متابعة النبى صلى الله عليه و سلم
وَالتَّرَحُّمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ
فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلاَّ بِالاِسْتِغْفَارِ لَهُمْ ، فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ عَلَى السُّنَّةِ ، وَلَيْسَ لَهُ فِى الْفَىْءِ حَقٌّ.
الفىء هو الغنيمة اتت بطريق سلمى

فَقَالَ : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذين سبقونا بالايمان) الآيَةَ
قال القرطبى فى الاية:دليل على وجوب محبة الصحابه لانه جعل لمن بعدهم حقا فى الفىء ما اقاموا على محبتهم ومولاتهم و الاستغفار لهم و ان من سبهم او احدا منهم او اعتقد فيه شرا فلا حظ له فى الفىء.انتهى كلام القرطبى
قال الشيخ:لانه ارتكب مذمة فى حق الشرفاء فهو ليس ممن قال الله فيهم (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذين سبقونا بالايمان)


وَالْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا.

القران كلام الله حقيقة من غير تشبيه و لا تمثيل و لا تعطيل
، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلاَمُ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ
هناك تصريح بكفره فى اماكن اخرى
لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا
هذه هى السنه تؤخذ عن سلفنا
الغرض من قولهم القران مخلوق هو انكار صفة الكلام لله تعالى

-
وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لاَ تَقُلْ يَنْقُصُ ، فَغَضِبَ وَقَالَ اسْكُتْ يَا صَبِىُّ ، بَلْ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ.

ابراهيم بن عيينه هو ايضا من الائمه لكنه ليس بمكثر

وَالإِقْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ
المقصود بها رؤية المؤمنين ربهم بعد الموت
قال تعالى:وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره
قال ابن القيم:وإضافة النظر إلى الوجه، والذي هو محله، في هذه الآية، وتعديته بأداة " إلى " الصريحة في نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.

وَمَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ مِثْلُ : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ) وَمِثْلُ : (وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ لاَ نَزِيدُ فِيهِ وَلاَ نُفَسِّرُهُ نَقِفُ عَلَى مَا وَقَفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ ، وَنَقُولُ : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِىٌّ.
الغيبيات لا تفسر الا بنص و قد سبق فى الكلام عن نقض الاشعريه نقل الكلام عن الحميده
و هو اثبات الصفه على ظاهرها من غير تشبيه و لا تمثيل و لا تعطيل
قال تعالى ليس كمثله شىء و هو السميع البصير
و الجهمية هم اتباع الجهم بن صفوان و هو تلميذ الجعد بن درهم
و الجهم مات سنة 128 ه و الجعد مات سنة 124 قتله خالد القسرى على الزندقه و الالحاد
و الجعد اول من ابتدع القول بخلق القران و تعطيل الله سبحانه و تعالى عن صفاته

وَأَنْ لاَ نَقُولَ كَمَا قَالَتِ الْخَوَارِجُ
و الخوارج هم الذين خرجوا على الامام على و رفضوا التحكيم و كفروا صاحب الكبيرة
و خلدوه فى النار
: مَنْ أَصَابَ كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ

. وَلاَ تَكْفِيرَ بِشَىْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ
الا بالاستحلال و الذنب الكبير على وجه الخصوص لان معنى ان هناك وعيد ثم يستحل فمعنى ذلك انه يكذب بالخبر المنقول فى شأن هذا الشىء
فمن استحل الخمر صراحة وأعلنها وهو عالم بتحريمها فهذا مرتد يستتاب فان تاب وألا يقتل ردة هكذا في جميع الكبائر, كذلك من علم أمرا معلوما في الدين بالضرورة وهو يعلم تحريمه
، إِنَّمَا الْكُفْرُ فِى تَرْكِ الْخَمْسِ الَّتِى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ الْبَيْتِ ».
هذه الخمس تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ماتركه كفر, وهذا في ترك الشهادتين لأن الشهادتين هما أساس الإسلام فشهادة أن لا اله ألا الله إقرار لله بالوحدانية وشهادة أن محمدا رسول الله إقرار له بالرسالة فمن ترك الشهادتين كفر.
القسم الثاني: ترك الصلاة المكتوبة, فالصلاة من تركها جاهلا يظن عدم وجوبها كمن أسلم حديثا, أوكان في بادية نائية عن العلم وأهله فيرى إن شاء صلى وإن شاء ترك لا يعتقد وجوبها لجهله فهذا يُعرّف وجوبها ويُعلّم ويُبيّن له فأن صلى فهذا مسلم وإن لم يصل كفر لإنه جاحد في هذه الحالة.
القسم الثاني/ من ترك الصلاة جاحدا وجوبها بعد علمه بها فهذا كافر بالإجماع ليس فيه خلاف فيستتاب فان تاب وإلا قتل ردة. لايُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يرثه أهله من المسلمين والحاكم يجعل ماله فيئا.
الثاني/ من تركها تكاسلا مع إقراره بوجوبها فقد اختلف الأئمة فيه على قولين:
أحدهما: انه فاسق يستتاب فإن تاب وإلا قتل وكان قتله عندهم حدًا فيُغسل ويُصلى عليه ويُدفن في مقابر المسلمين ويُدعى له ويرثه أهله المسلمون وهذا هو قول أبي حنيفة والزهري ومالك والشافعي وهو أحدى الروايتين عن احمد رحم الله الجميع.
والقول الثاني/ انه كافر ويستدل أهل هذا المذهب من الكتاب والسنة فمن الكتاب (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5))[التوبة].
وفي الآية الأخرى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)) [التوبة].
ووجه ذلك إن الله سبحانه وتعالى علق تخلية سبيل هؤلاء كما في إحدى الآيتين وإخوتهم في الدين على هذه المسائل وهي التوبة وهي الدخول في الإسلام وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
ومن السنة المستفيضة قوله (صلى الله عليه وسلم): (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ) , والشاهد من هذا الحديث تعليق النبي صلى الله عليه وسلم عصمة الدم والمال على هذه الثلاثة أمور وهي الشهادتان وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) , ونقل عبد الله بن شقيق عن الصحابة ويعده بعضهم إجماعا قال: (لم ير أصحاب محمد شيئا تركه كفر إلا الصلاة) . وهذا هو ارجح القولين عندنا وعند المحققين أصحاب احمد وغيرهم وممن ادركناه على هذا وظهر منه صراحة الإمام الأثري الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى, والإمام الفقيه المجتهد المحقق الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
الثالث/ بقية أركان الإسلام الخمسة وهي الزكاة وصوم رمضان والحج فهذه يكفر تاركها جحودا إذا كان يعلم ذلك أما تاركها تكاسلا وتهاونا فهو فاسق.

فَأَمَّا ثَلاَثٌ مِنْهَا فَلاَ تُنَاظِرْ تَارِكَهُ مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ وَلَمْ يُصَلِّ وَلَمْ يَصُمْ لأَنَّهُ لاَ يُؤَخَّرُ شَىْءٌ مِنْ هَذَا عَنْ وَقْتِهِ وَلاَ يُجْزِئُ مَنْ قَضَاهُ بَعْدَ تَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَقْتِهِ ، فَأَمَّا الزَّكَاةُ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ ، وَكَانَ آثِمًا فِى الْحَبْسِ
هذا تفصيل أخر في هذه الأمور الخمسة :
فمن لم يتشهد ومن لم يصل ولم يصم هذه لايناضر عليها لأنها معروفة من الدين بالضرورة وقد علمتم التفصيل في الاركان الخمسة بصفة عامة فالزكاة حق للمساكين يأثم بعدم إخراجها حتى يوصلها إليهم والصلاة والصيام من تركهما عامدا حتى خرج وقتها فهذا لا يؤمر بالقضاء.
والظاهر إن هذا فيه تفربق إذا كان الترك على سبيل الدوام, مضى دهرا من عمره وهو لا يصلي, ولا يصوم فهذا تكفيه التوبة لأن التوبة تجب ما قبلها أما إن كان ترك فرضا أو فرضين فهذا يؤمر بالقضاء والصيام من افطر أياما عامدا يؤمر بالتوبة والقضاء وحديث (من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صوم الدهر) فهذا حديث ضعيف والله اعلم .

قال الحميدي (وأما الحج فمن وجب عليه، ووجد السبيل إليه وجب عليه, ولا يجب عليه في عامه ذلك حتى لا يكون له منه بد, متى أداه كان مؤدياً ولم يكن آثماً في تأخيره إذا أداه, كما كان آثماً في الزكاة، لأن الزكاة حق لمسلمين مساكين حبسه عليهم فكان آثما حتى وصل اليهم, واما الحج فكان فيما بينه وبين ربه إذا أداه فقد أدى، وإن هو مات وهو واجد مستطيع ولم يحج, سأل الرجعة إلى الدنيا أن يحج, ويجب لأهله أن يحجوا عنه، ونرجو أن يكون ذلك مؤدياً عنه كما لو كان عليه دين فقضي عنه بعد موته.
، وَأَمَّا الْحَجُّ فَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، وَجَبَ عَلَيْهِ ، وَلاَ يَجِبُ عَلَيْهِ فِى عَامِهِ ذَلِكَ حَتَّى لاَ يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ مَتَى أَدَّاهُ كَانَ مُؤَدِّيًا ، وَلَمْ يَكُنْ آثِمًا فِى تَأْخِيرِهِ ، إِذَا أَدَّاهُ كَمَا كَانَ آثِمًا فِى الزَّكَاةِ لأَنَّ الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِينَ مَسَاكِينَ حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ ، وَأَمَّا الْحَجُّ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ إِذَا أَدَّاهُ فَقَدْ أَدَّى ، وَإِنْ هُوَ مَاتَ وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ وَلَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ يَحُجَّ وَيَجِبُ لأَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ وَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْهُ ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقُضِىَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. - تَمَّ الْكِتَابُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

هذه قاعدة عامة في قضاء الديون فمن مات وعليه دين قُضى عنه لقوله (عليه الصلاة والسلام) للخثعمية وغيرها: (أرايت لوكان على ابيك دين فقضيته أيؤدي ذلك عنه قال فدين الله أحق بالقضاء) , فديون الله الديون التي لله يجب قضاءها عن الموتى وقوله رحمه الله إلا سأل الرجعة انا لا اعرف حتى الآن دليلا انا لا اعلم إلا الآية وهي (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (9) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100))[المؤمنون], هذه محتملة.
لكن الحج يجب على الفور, ثم ذُكِّر الشيخ بحديث (من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو يجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت) , وهذا الحديث لوصح عن ابن عباس لكان له حكم الرفع لأنه لا مجال للاجتهاد فيه.
والمقصود إن ديون الله عز وجل تقضى قال عليه الصلاة والسلام (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) , وكذلك الزكاة يعني من مات بعد حول ماله وكان المال له نصابا زكى الورثة قبل ان ينتقل المال اليهم تخرج الزكاة.

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق